حدد علماء اللغة المعاصرين عدد الأعضاء المكونة لجهاز النطق في حوالي اثني عشرة عضوا بعضها تجاويف، وهذه الأعضاء هي:
1- الرئتـان: هما عضوان نسيجهما إسفنجي، يزداد حجمهما وينقبض بسهولة ويسر كالإسفنجة ومركزهما التجويف الصدري، ويقع القلب بينهما.
2- القصبة الهوائية: سميت قديما بقصبة الرئة، وهي أنبوبة تمتد من العنق إلى الصدر،
وللقصبة الهوائية دور مهم في عملية التنفس، ففيها يتخذ النفس مجراه قبل اندفاعه إلى الحنجرة، كما أنها تعتبر عاملا ضروريا لحدوث الصوت.
3-الحنجــرة: هي جزء من مجرى التنفس، تقع في مقدم العنق وتتصل بالحلقوم من أعلى وبالقصبة الهوائية من أسفل ، كما أنها تعتبر الأداة الأساس للصوت الإنساني، إذ تضم الوترين الصوتيين اللذين يتذبذبان مع معظم الأصوات، ويترتب عن معرفة تلك الهزات الحكم على درجة الصوت.
4- الوتران الصوتيان: عبارة عن أخرمة لحمية مغطاة بغشاء مطاطي لزج، وهما أشبه بشفتين منهما بوترين ولكن جرى الاصطلاح على هذه التسمية. وهذان الوتران متصلان بالحنجرة أفقيا من الأمام إلى الخلف، وهما من أعضاء النطق المتحركة ولهما القدرة على اتخاذ أوضاع مختلفة تؤثر في الأصوات الكلامية.
5-الحلــق: هو ذلك الجزء الموجود بين الحنجرة وأقصى الحنك، وهو من التجاويف التي تقوم للصوت مقام فراغ رنين يضيق بارتفاع الحنجرة ويتسع باستقرارها في مكانها.
6- اللهــاة: عضو لحمي يتدلى من أقصى سقف الفم ويشرف على اللسان، وهو من الأعضاء المتحركة.
7– الحنــك: وهو سقف الفم والجزء الأمامي منه، وهو صلب لفصل الفم عن الأنف، وينقسم إلى : مقدم الحنك أو اللثة، ووسط الحنك أو الحنك الصلب، وأقصى الحنك أو الحنك اللين.
8 – اللثــة: من أعضاء النطق المتحركة، وهي جزء لحمي محدب يقع خلف الأسنان العليا وأمام الحنك الصلب، وهناك من يعدها جزءا من الحنك.
9- اللســان: وهو عضو لحمي، له دور مهم في عملية النطق إذ يضم عددا كبيرا من العضلات التي تمكنه من الامتداد والتحرك والانكماش والتلوي إلى الأعلى أو إلى الخلف، وينتج عن تحركاته المختلفة عدد كبير من الإمكانات الصوتية في الجهاز النطقي.
10 – التجويـف الأنفـي: يقع خلف غشاء الحنك، متوسط طوله حوالي ست سم
[1]، ويتكون من تجاويف عديدة تغطى بغشاء مخاطي، وهو من الأعضاء الثابتة.
11 – الأسنـان: عبارة عن سلسلة عاجية مثبتة بالفكين السفلي والعلوي من الفم، ولا تستغل الأسنان في النطق إلا بمساعدة أحد الأعضاء المتحركة كاللسان والشفة العليا.
12- الشفتـان: من أعضاء النطق المتحركة، تتخذان أوضاعا مختلفة عند نطق الأصوات، ومن الممكن ملاحظة هذه الأوضاع بسهولة ويسر، إذ يمكن أن تنطبق الشفتان فلا تسمحان للهواء بالخروج مدة من الزمن ثم تنفرجان فيندفع الهواء محدثا صوتا انفجاريا كما في نطق الباء، كما يمكن أن تنفرجا كما يحدث في نطق الضمة.
يظهر اذاً ان اعضاء النطق منها ما هو ثابت كالأسنان، والحنك الصلب، والتجويف الأنفي... ومنها ما هو متحرك كالوترين الصوتيين، والشفتان، واللسان... إلا أن عمل هذه الأعضاء لا يمكن أن يتم إلا بوجود تيار هوائي مندفع من الرئتين إلى الخارج أثناء عملية الزفير، وبالتالي يمكن القول بأن إحداث الاصوات اللغوية يتم بفضل اجتماع عاملين رئيسين هما أعضاء النطق والتيار الهوائي، ومن ثمة إحداث أعداد كبيرة جدا من الأصوات المختلفة التي لا حصر لها.
إن عملية النطق ليست في الواقع أكثر من وظيفة ثانوية تؤديها هذه الأعضاء (الحلق، الحنجرة، الأسنان…)، إلى جانب قيامها بوظائفها الرئيسة التي خلقت من أجلها، وهي الاكل و الشرب و التنفس و التذوق... ولهذا فإن عجز الإنسان عن الكلام لإصابته بالبكم لا يعني على الإطلاق عجز أعضائه هذه عن القيام بوظائفها الأخرى التي تحفظ للإنسان حياته، فلسان الأخرس يقوم بجميع الوظائف التي يقوم بها لسان غير الأخرس فيما عدا الكلام بطبيعة الحال.